شخصيات الحب يقاضيهم لتشويه سمعته.

 

الحب, روايات رومانسية,


الحب في الروايات الرومانسية وفي الواقع هو شعور نقي طاهر تجاه شخص يجعلنا نفعل له ما لا نفعل لغيره، لكن الشخصيات بهذه المقالة خالفت هذا التعريف، وتجرأت ادعاء تصنيفها تحت الروايات الرومانسية، لذلك الحب يقاضيهم لتشويه سمعته.

تخيلوا معي قُرائي فلور في رواية الحب في زمن الكوليرا يجرؤ على وصف نفسه بعاشق لفيرمينا، مما يعني أنه تخطى مرحلة الحب والهيام والشغف، وحتى وصل لآخر مرحلة وهي العشق، لكنه … لكنه… دخل في 622 علاقة مع غيرها ، وكتب 25 مجلداً بنفسه لتوثيق المنكرات التي اقترفتها بتلك العلاقات!



via GIPHY

نأتي الآن للقدوة السيئة التي أساءت إلى الحب بتعليمها أطفالها تعريفًا مغلوطًا عنه: أم البنات في رواية نساء صغيرات. تخيلوا قُرائي أنها تشجع بناتها على الزواج بأفقر الفقراء،وبدون امتلاك مهنة تغنيهم عن الاعتماد على الهَلَلات التي يكسبها أزواجهم! ليس ذلك فقط، بل تخبرهم من الواجب عليهم تكريس حياتهم لهذا الزوج دون الاهتمام لطموحاتهم. لماذا تتساءل قارئي؟ -لنأخذ أنا وأنت نفس عميق، لأستطيع أنا كتابة ما يلي وتستطيع أنت قراءته- بنظر الأم الحب هو ليس فقط عدم الاهتمام بالمال، بل أيضًا عدم امتلاكه؛ لذلك لا يحظى الأغنياء بالحب أبدًا.


via GIPHY

نتج عن ذلك أن إحدى بناتها تركت رجلاً يُحبها وذا دخل ممتاز، لتتزوج برجل على أعتاب الخمسين، وعلى وشك أن يصبح تحت خط الفقر، غير أن "أخلاقه بخشمه".

 

في أثناء بحثي في الفلكلور السعودي لقصص الحب صُدمت بعنترة بن شداد، الفارس المغوار والعاشق لعبلة لدرجة أن إحدى قصائده فيها من المعلقات العشر الشهيرة، غير أنه وصل في حبه لمرحلة إحضاره مجموعة أبل نادرة شُرطت عليه مقابل الزواج بها، أتعلمون ماذا فعل بعد زواجه بها؟ -لنأخذ نفساً آخر عميق-  يقال تزوج ما يقارب من 30 امرأة!

لكن الحمدالله قُبل استئناف أكثر من مصدر وثق قصة عنترة بن شداد منافيًا هذه الفعلة، وبناءً على أشعاره هناك احتمال كبير لعدم زواج عنترة من عبلة بالأساس.


شخصيات لن يقبل الحب الاستئناف منهم، ويطالب بأشد العقوبات لهم.

كاثرين وهيثكليف، شخصيتان في مرتفعات ويذرنغ، أحد كلاسيكيات الأدب الإنجليزي. تم ادعاء أن قصتهم هي رواية رومانسية مأساوية، لكن في نظرة الحب هو إساءة إليه، فكل ما جمعهم كان مكائد وضعوها لبعضهم البعض. كيف لرجل أن يحب امرأة، ثم يأخذ ثروة عائلتها، ويتزوج أخت زوجها! لذا لا يمكن أن ما جمعهم من شعور يصنف تحت أي درجة من درجات الحب.

يأتي بعدها نود وبلياردو في ماكيت القاهرة. قارئي فعلوا أموراً مقرفة تحت اسم الحب. هذا ما أذكره حتى اليوم، رغم انتهائي من قراءتها منذُ ما يقارب سنتين.

لكن هناك شخصيتين لا يمكن للحب قبول حتى استئناف محبي هذه الرواية، ويطالب بنفيهم من عالم الروايات إلى الأبد. أومامه وتنغو، إذا كان للقرف مرادف فهي أفعالهم في سلسلة 1q84، وإلى اليوم يثير اشمئزازي سيناريو القرف الذي كتبته هاروكي ليروي قصتهم.


via GIPHY

الحب يجب أن يكون موجهاً لشخص واحد بإخلاص، لذا ادعاء أن قصص تلك الشخصيات كانت روايات رومانسية غير منطقي. قُرائي انتظر معرفة أراءكم بهذه المقالة في قسم التعليقات، وبعدها لا تنسوا مشاركتها مع قُراء آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليستمتعوا.

ألقاكم الأربعاء القادم في تدوينة أخرى ممتعة ومفيدة.


1 تعليقات

  1. معالجة جيدة للفكرة ، الرومانسيه لها وجهان متطرفان

    إما الأبيض ولاأظنه موجود أو الأسود وهو الغالب لايوجد حل وسط

    لذلك الروايات الرومانسية تركز على الجانب المأساوي

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال