مشكلتي مع الجزء 2 من رواية نساء صغيرات

 


 

1|ملخص الجزء 2 من رواية نساء صغيرات:

تأخذنا لويزا في رحلة نضوج الفتيات بعد مرور ٣ سنوات من نهاية الجزء الأول. ماذا تخبئ لهم الحياة؟ وماذا ستكون قراراتهم في مجتمعهم المثالي؟


2| مشكلتي مع نساء صغيرات:

بعد انتهائي من قراءة الجزء الأول أثار استغرابي المثالية الزائدة في الأحداث، وكما تعلم قارئي أنا حريصة دائمًا على الحياد والعدل في حكمي على الروايات، حتى إنني لا أقرا مراجعة الآخرين، بل أكتفي بقراءة عنوان الرواية وملخصها وعوامل خارجية كمقطع من فيلم مقتبس من الرواية في حالة نساء صغيرات لتحديد مدى انجذابي لها.

الشاهد من ذكري ذلك هو أنني بحثت أكثر عن الكاتبة بعد انتهائي من قراءة الجزء 1 لأفهم سبب المثالية الزائدة بالأحداث، وأدهشني ما اكتشفت عن الكاتبة. أولاً: الأحداث المثالية سببها هو أن نساء صغيرات تنتمي إلى الأعمال الأدبية اليوتوبية، أيّ أن الرواية تعيش الشخصيات فيها بمجتمع مثالي (utopian society).

ما هو المجتمع المثالي (utopian society

ركز على ما سأقوله هنا حتى تعرف سبب انزعاجي ودهشتي من قراءة هذه الرواية. المجتمع المثالي يوفر لمواطنيه "حقوقًا متساوية" والأمن الاقتصادي، والرعاية الجماعية أو التي توفرها الحكومة للجميع، وحياة خالية من الخوف.

المشكلة هنا أن لويزا أخلت بأحد شروط هذا المجتمع، فلم يكن هناك حقوق متساوية، فجعلته مجتمع ذكوري يقمع كل شيء في النساء ويحصر دورها في بيت الزوجية، وهنا أشاركك قارئي النصيحة الكارثية من أم لإحدى بناتها بعد زواجها، ومن الضروري أن تتوقف عن احتساء مشروبك قبل قراءتها:

 احرصي أن تكوني أول من يعتذر إذا أخطأ أحدكما.


via GIPHY

بعيدًا عن كون المساواة في الحقوق والذكورية أمور غير عادلة على أرض الواقع. قراءة أحداث تبجل تكريس المرأة حياتها للآخرين ووضعهم قبل ذاتها وأحلامها أزعجني.

 

3|رأيي بالجزء 2 من نساء صغيرات:

من ناحية رتم الأحداث هذا الجزء أفضل من الأول، لأن فيه تغيرًا كبيراً في حياة الشخصيات، فمنهم من سافر، ومنهم من طور موهبته، على غرار الجزء الأول الذي كانت الأحداث محصورة في منزل العائلة فقط.

جو وعلاقة الأخوات هما العاملان اللذان جعلاني أقرأ هذه السلسلة من الأساس، لكن بعد بحث عن الكاتبة وقراءة الجزء الثاني الذي يصف مرحلة النضوج خف بريق تلك العوامل.

فديناميكية علاقة الأخوات الناضجات لا تبدو قريبة من الواقع، وازدادت شخصية جو بغضًا بنظري أكثر. غير أن الرواية محشوة بتفاصيل وصفيه لجمادات تصل لنصف صفحة! فما سينفع حبكة القصة ذكر عدد دواليب مطبخ ميغ ولون الأرضية وأواني المطبخ المفضلة لها؟ 



via GIPHY

لاحظت اندهاشي من الرواية على تويتر، ولكن سبب ذلك هو قول الكثير عن أن الويزا من أوائل النسويات، بينما الرواية التي قراءتها تحارب ذلك، فالفكرة العامة للرواية أن لا نجاح إلا نجاح الزواج ولا سعادة بهذه الدنيا إلا سعادة الزوج والبقاء في المنزل دون استطلاع العالم الخارجي.

سأعطيكم مثالاً من الرواية، وهنا أتمنى أن تمتنع مجددًا عن احتساء مشروبك حتى لا تختنق، تقول الساذجة ميغ:

المنزل يجب أن يكون جنّة مريحة لزوجها، حيث هي مبتسمة دائمًا، وقد أعدت عشاء فاخرًا كل مساء، واعتنت بكل شيء، بما في ذلك أزرار قمصانه التي يجب ألا يشكو ضياعها أبدًا

 المنطق وعلم النفس يقول إن الزواج تشارك بين شخصين، لا شخص يكرس حياته للآخر!

الكاتبة باختصار تُزين ضعف وخنوع المرأة، وتصنفه من حُسن أخلاقها وطيبتها، فأيضًا حادثة تغيير منضدة إيمي بالمهرجان كلها كانت منافية للمنطق السليم.

وحقيقةً قارئي مزعج لأي نفس طبيعية القراءة عن ذلك، لذا لم أستطع إكمال القراءة، وتوقفت عند صفحة 290.لذلك التدوينة هذه اسمها مشكلتي مع رواية نساء صغيرات، لا مراجعة وملخص لنساء صغيرات.

مشكلتي ليست مع الكاتبة، فهي نقلت أفكارها وما يجب أن تكون عليه المرأة بزمانها، لكن انزعاجي من الذين يصنفونها من أوائل النساء المؤيدين للمرأة بكتابتها هذه الرواية.

  

4|حواري مع الشخصيات:

للتذكير: هذا قسم أتحدث فيه بفكاهة وبغير حيادية عن مشاعري تجاه شخصيات الرواية؛ لأنني دائما أكون محايدة في قسم رأيي بالرواية.

  • جو

أنتِ في حاجة ماسة لمختص نفسي! بعيدًا عن أن القراءة لم تهذب روحك أو تشجعك لملاحقة طموحك، كيف تتركين من تعرفين أخلاقه وذا دخل جيد، وتذهبين لرجل على أعتاب الخمسين وعلى وشك أن يصبح تحت خط الفقر!!!!


  • ميغ

 ماذا قلتِ؟ ماذا قلتِ؟ أُمكِ مُحقة بهذه النصيحة ! "احرصي أن تكوني أول من يعتذر إذا أخطأ أحدكما". لقد أثرتِ حُنقي! ما هكذا تُدار الحياة الزوجية ! وتأكدي لن تبلغي منتصف الثلاثين إلا وأنتِ تشربين الشاي في أسوأ مصح نفسي، في حال تكلف زوجك العزيز بدفع مصاريفه.

  • أم البنات

أنتِ منبع تعاسة بناتك. لا، لا، لا، لن أستمع لتُراهاتك عن الحياة السعيدة. أنتِ بالضبط تافهة كتفاهة والدة إلزابيث في رواية كبرياء وهوى! بل اسوء لأنها على الأقل كانت تريد أن تضمن عيش بناتها برخاء، بينما أنتِ تشجعينهم على الزواج بأفقر الفقراء دون أيضا امتلاك مهنة تغنيهم عن الاعتماد على السنتات التي يكتسبها أزواجهم!!!!! لأن بنظرك هذا هو الحب الحقيقي الذي لا يمتلكه الأغنياء! اعترفي فقط أنك تريدين لبناتك أن يبقوا فقراء مثلك حتى لا تغاري منهم. قالت ماذا؟ قالت هذا هو الحب والسعادة الحقيقة!



5| اقتباسات أعجبتني من  نساء صغيرات:

لم أستطع إكمال الرواية حتى أستطيع إيجاد سطر يعجبني.


أتمنى أفدتكم بهذه المراجعة التي لا تحرق القصة.

لا تنسوا مشاركتها مع قُراء آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليستفيدوا.

ألقاكم في تدوينة أخرى ممتعة ومفيدة.

 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال