الروايات الرومانسية العربية مَغْمُوسَة بفول السوداوية.


مقالة تناقش انتشار الروايات الرومانسية العربية مأساوية الأحداث رغم أنها لا تمثل الواقع العربي.


روايات مَغْمُوسَة بفول السوداوية، هذا ما توصلت إليه بعد أيام من البحث عن رواية رومانسية عربية تناقش صعوبات العلاقة وتنتهي بالبطلين معًا دون أن يموت أحدهم أو تقرر "الماما" أن البطل يستحق زوجةً أفضل من البطلة. حتى لو كانت العلاقة بينهم عفيفة يظهر سبب من تحت الأرض يجعل النهاية حزينة.

بينما بالمقابل الأدب الإنجليزي يحتوي على العديد من الروايات الرومانسية بحبكة تجذب الانتباه، وتركيبة شخصيات رئيسية عميقة، ونهاية مرضية، أشهرها رائعة جين أوستن كبرياء وهوى. طبعًا هذا لا يمكن حدوثه لدينا، كيف لرواية عربية أن تكون رومانسية بنهاية سعيدة!


في بداية الألفية سادت روايات حب بطلها رجل اتكالي بشخصية سامة، والديه سمحوا له بفعل ما يريد إلا اختيار زوجته، لذا يتسلق الجدار ليصل للبطلة بدلاً من طرق باب أهلها، والنهاية تكون طبعًا عدم اجتماع الحبيبين؛ فمن يختار تسلق جدار والمخاطرة بكسر عظامه بدلاً من طرق الباب بكل سهولة!

 

وخلال سنوات عملي بهذه المدونة وجدت ثلاث روايات حب عربية تناقش الحب بواقعية بنهاية مُرضية غير حزينة، وهم: رواية غربة الياسمين ، و القصر الأسود ، وثاني أكسد الحب.


 المرأة العربية المستضعفة الانهزامية

من الأمور التي لاحظتها الصورة النمطية السيئة التي ترسمها تلك الروايات عن المرأة العربية. أغلب قصص الحب في الروايات العربية التي وجدتها كانت الشخصيات النسائية انهزامية بائسة ويائسة.

المرأة العربية ليست ضعيفة. عندما يعيش الإنسان في بيئة تتحيّز ضده يمتلك خيارين، إما الانصياع أو التمرد. لذلك عيش المرأة في مجتمع ذكوري لا تعني أنها ستكون انهزامية بائسة كما تكرر كثيرًا في ملخصات تلك الروايات، والذكوريين هو لقب يُطلق على كل ذكر أو أنثى يؤمن ببعض العادات والتقاليد- للتذكير هي من وضع بشر مثلهم- مجحفة بحق المرأة.

 ولمن يردد الروايات تحاكي الواقع أنا أمتلك قريبة نشأت حول أشخاص بتفكير ذكوري، وحاليًا يحسبون ألف حساب قبل التحدث إليها، وتفعل ما تريد ولا يجرؤن على اعتراض قراراتها من اكمال دراسة والبحث عن وظيفة.

متأكدة هناك المزيد من يشابه قريبتي في البلدان العربية لذا لماذا لا يُكتب ذلك في الروايات، بل هناك استمرار في طرح العديد من الشخصيات النسائية الانهزامية السطحية.

نخبة القُراء وحبهم للسوداوية

القراءة تهدف لأشياء عديدة أهمها المتعة. "نخبة القُراء" فئة من المؤلفين والقُراء الذي يعتقدون القراءة ورثًا لهم من أجدادهم لذا تزعجهم كثرت أعداد القُراء. نخبة ماذا؟ حتى أنا لا أعلم فالقراءة ليست غولف بل أمر متاح للجميع.

 

أرجو أن يأخذ هؤلاء القُراء لحظة وينظروا حولهم، هل كل المتزوجين يكرهون بعضهم البعض؟ لا، إذن يوجد على أرض الواقع قصص حب في مجتمع عربي انتهت بسعادة.



يعتقدون أن الروايات الرومانسية خيالات تافهة، نعم هم محقون فعلى أرض الواقع كل من تزوج على شرع الله يكره شريكه في الزواج ومستعد لفقع عينه عند أدنى اختلاف.

رغم ذلك "نخبة القُراء" في أتم الاستعداد لمناقشة حشرة كافكا لساعات، لكن تستفزهم الرواية العربية بجميع تصنيفاتها التي لم تُغمس في فول السوداوية.

اختلافي بالرأي مع "نخبة القُراء" لا يفسد للود بيننا كمحبي قراءة، لكن أتمنى أن يتركوا التعصب لآرائهم "النخبوية"، والتحريم المغلظ لقراءة الروايات الخيالية لأنها تسيء "للقراءة". خصوصًا أن الروايات معظمها أحداث خيالية كحبيبتهم حشرة كافكا.

أحب التنويه بالأخير أنني لم أعتمد على بحثي فقط بل طرحت أيضًا سؤالاً لاكتشاف أكبر عينة من الروايات الرومانسية العربية، ولم يصدمني قِلة الإجابات على ذلك. أنت الآن أخبرني برواية رومانسية عربية، ستعجز عن تذكر ثلاثة بسهولة.

راقت لك التدوينة؟ أرسلها لآخرين.

وتابع حسابات المدونة لتدوينات أخرى ممتعة ومفيدة.

 


أحدث أقدم

نموذج الاتصال