رسالة إلى / مصابة بضغط تحصيل الوظيفة




 

 


من " متمردة ضد ضغط تحصيل الوظيفة " إلى " مصابة بضغط تحصيل الوظيفة " أما بعد,

أعلم عن مشاعر الاكتئاب الثقيلة التي تسد شرايين قلبك، الكل يحكي عما فعله اليوم في عمله أو دراسته بينما أنت بالركن صامتة، عن ماذا ستخبرينهم؟ هل عن وقتك الذي قضيتيه بحثا عن وظيفة؟ أو ملئك لاستمارات التوظيف؟ أو عن الشركة التي لا زلت تتصلين استفسارا عن موعد مقابلاتها علما أنك اجتزت كل متطلب لديها.

أعلم أنك بالبداية كنت تقدمين على الوظائف بحماس ولكن بعد مرور شهور و "عاطلة" لم تتغير إلى "موظفة" الإحباط أحكم قبضته عليك. 

" من جد ما لقيتي وظيفة ولا متوظفة وما تعلمينا " 


لا لم يكن سؤالاً اختلقته بل قد طرح على، كانت تجوب عقلي أجوبة عنيفة على هذا السؤال ولكن اكتفيت بضحكة مجاملة و "حلو النكتة، لا تعيدينها".

أعلم عن حماس من حولك لتوظيفك، في بادئ الأمر تستلطفين روابط الوظائف المرسلة إليك ولكن بعد فترة إن كنت محاطة بأناس لا يفقهون الكياسة الاجتماعية سيستمرون بإلقاء السلام و "للحين ما توظفتي" بنفس واحد عند رؤيتك.

وفي نفس الوقت يبدأ سؤال آخر بزيادة الضغط النفسي والإحباط: بما أنك ما توظفتي، ليه ما تدرسين ماجستير؟ لا أعلم، ربما الآن أريد تجربة ما كنت أحشو مخي به طيلة خمس سنوات.

 



مراقبة من هم حولك هو الإبليس الذي ينفث الفشل على كل محاولاتك للحصول على وظيفة، أو بدئ مشروعك أو حتى تعلم مجالاً جديدًا.

هذه الفترة إن داهمك الإحباط لا تراكمية داخلك، أبكي أو حتى أغلقي الباب وأصرخي حتى ينفذ الشعور من داخلك. أريدك الآن أن تفكري بصفاء، أنت أمام بوابة أرض مليئة بالعديد من الاحتمالات لذا الفشل والرفض شيء وارد، اعتبري ذلك منعطفات طريق تأخذك لوظيفة أفضل أو وضع معيشي أفضل.

اختاري ما تريدينه:

  • دراسة الماجستير.
  • انتظار الوظيفة بتخصصك.
  • تطوير نفسك بمجال آخر بدورات والتوظف به
  • التفكير بتأسيس عائلة.
ما يهم أن اختيارك هذا يجب أن تكوني راضية به ولو سبعون بالمائة. حاولي أن تفكري باختيارك مع أخذ عدة أمور بالاعتبار:
  • رغبتك.
  • هل هذه الخيار يستحق أن تعطيه وقتا من عمرك.
  • قدرتك على إتمام متطلبات هذا الخيار.

ولأصحح لكم نقطة كنت أجهلها، الوظيفة لا تعني السعادة. أجزم أنكم سمعتم عن المكايد التي تحدث بين الموظفين من أجل نيل رضى رئيسهم، الذي لو سنحت الفرصة لأولئك الموظفين لجعلوه يقف في أشد ساعات الظهيرة حرًا بالخارج يذوب.

كل شخص رزقه مكتوب، منهم من قدر له الآن أن يتوظف ومنهم من يتوظف بعد سنين ومنهم من هو مكتفٍ بالحياة العائلية. أدعي الله كثيرا وأعملي بالأسباب وتذكري:


(وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة:أية 216
 
هذه القناعة والتصالح مع كوني غير موظفة حتى الآن رغم مرور سنتين هو ببساطة لأنني بكيت ذلك الإحباط وأخرست الأصوات التي كانت تدفعني للدخول بنوبة من الاكتئاب. هذه الرسالة مقصدها أن تعلم قارئي أنك لست وحدك من يشعر بذلك.

أتمنى لك كل الخير والسعادة قارئي العزيز،

هالورينا 


2 تعليقات

  1. هالورينا شكككرا ، لا تعلمين كم كانت كلماتك مريحة ومطمئنة

    ردحذف
  2. تدوينة كالبلسم ، نعم ،شعور أن تكون معلّق في مرحلة لا تستطيع أن تبلغها مؤلم ، لكن مرّد ذلك لكوننا أطرنا الحياة بزمن لا حياد عنه : دراسة ، و ظيفة ، زواج ، أولاد ، ... أي خلل في المنظومة هو انهيار نفسي . الحل الصعب هو الخروج من المأزق نفسه . كما قلتي الخيارات كثيرة ، و حياتنا ميسرة بما يتناسب معنا .
    الله يعطي كل من أراد .
    شكرا ً لمشاركتنا مشاعرك

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال