هل "هجوم العمالقة" قصة عن وحوش... أم عنا نحن؟

 


من النادر أن يتفق إخوتي على رأي، لذا كانت متابعتهم لأنمي "هجوم العمالقة" بحماس هي الأمر الذي أثار فضولي وقادني لمشاهدته.

وهنا أسلط الضوء على أحد عوامل جذبه لأعداد مهولة من المشاهدين مختلفي الأعمار. فإيرين، البطل الرئيسي، وعلى عكس العادة في قصص الأنمي، ليس موهوباً بالفطرة، بل إنه فشل في بداية تدريبه ليكون جندياً.

غير أن قراراته تجاه الأمور ليست بسالة غير منطقية ومليئة بالتفاؤل كالمعتاد في الشخصيات البطولية في الأنمي. فهو يمتلك التردد، ويظهر عليه الخوف مما يفعل، ولا يخاف من التصريح بذلك.

رغم خيالية الحبكة، إلا أن الشخصيات بُنيت بشكل واقعي أبهرني. فلا يمكنك كره جان، كما تستطيع تفهُّم سبب رغبته في البداية أن ينضم إلى الشرطة العسكرية؛ فمن لا يريد العيش بهناء وأمان دون المخاطرة بحياته في كل مهمة؟

العمالقة، بنظري، تمثل القرارات الصعبة التي نريد اتخاذها، لكننا نخاف منها دائماً. ولا يخاطر باتخاذها إلا القليل؛ لذلك لا يعرف لذة الانتصار الناتج عنها إلا قلة، بينما يعرف الكثيرون مرارة الخسارة بسبب الفشل فيها أو بسبب التردد وعدم اتخاذها.

وعقل الإنسان لا يتذكر عادةً العمالقة العديدة التي قُضِي عليها – أي القرارات الصحيحة التي اُتُّخِذت – بل غالباً ما لا يعلق في الذاكرة سوى العمالقة التي لم تُهزَم، أو التي هُرِب منها.

 

 ما شاركته هنا كان نصّاً قابعاً في ملف مسوداتي، كتبته قبل سنوات، تزامناً مع مشاهدتي للجزء الأول من سلسلة "هجوم العمالقة". استمررت بمشاهدته على ما أذكر حتى الجزء الثالث. لكنني في تلك المرحلة امتلأت سوداوية من مشاهدة حلقاته، فقررت الاكتفاء بسماع آراء إخوتي عن أحداث الجزء الرابع.

القصة، برأيي، جذبت مختلف الفئات العمرية؛ لأنها من منظور سطحي هي قصة وحوش وبشر فريدة، لكن من يتعمق بها سيجد أنها تجسد الخطَّ الضبابي الفاصل بين العديد من التناقضات في المشاعر البشرية. بل أراها تصويراً سوداوياً للواقع.

ماذا عنك قارئ مدونتي العزيز، هل ترى أن "هجوم العمالقة" قصة عن وحوش... أم عنا نحن؟

أحدث أقدم

نموذج الاتصال