أعود مشتاقة لرئتي الثالثة والخفة التي تغمرني كلما
أخرجت ما يجول صدري على ورقة، أعود بفكرة مجنونة أن أنشر تدوينة كل يوم حتى نهاية
شهر ديسمبر. أعود إلى الكتابة بعد انقطاع من أكتوبر؛ لقرار مصيري اتخذته وتطلب مني
أن أوليه اهتماماً أكبر.
ديسمبر هو شهر البدايات في حياتي، الشهر الذي سأدخل فيه عُمرًا مرعبًا في نظر العادات والتقاليد المُقدَّسة بمجتمعي. ومع ذلك، فأنا سعيدة لأنني سأدخله وقد رأيت بأم عيني خلال السنوات الماضية كيف انتصرت في الحرب الفكرية التي خضتها ضد القالب المجتمعي المُفْرَض على المرأة وخط سير حياتها. قالبٍ مبنيٍّ على عادات منتهية الصلاحية، يقدِّسها الذكوريون وينسون معها الركن السادس من أركان الإسلام.
خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حققت إنجازاتٍ أراها تملأ انعكاسي في المرآة بنظرة فخر. منها: العودة إلى الطبخ برغبة وحب أكبر، والانضباط في أداء عادة دون انقطاع - رغم كل المتغيرات التي طرأت على حياتي - والاستماع إلى العديد من القصائد، حتى انهمرت بعض الأبيات من قلمي.
ومن المقولات التي علقت في ذاكرتي:" ميدانكم
نفوسكم فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن خُذلتم فيها كنتم على غيرها
أعجز، فجرّبوا معها الكفاح أولًا" لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. فقد
عشتُ معركة الرغبة في التطور والتحسين بين روتين الراحة والعادات القديمة، وروتين
جديد غير معتاد.
لماذا لم أُفصح عن أهدافي كما وعدت في #تحدي_المحاولة_الأخيرة؟
لأنها لم تُثمر بعد، وتبين لي أن بعض الطموحات أجدر بها أن تظل حبيسة صدري حتى
تنضج وتصير واقعاً ملموساً. وأنا في مسيرتي نحوها، أستمد التشجيع من أبيات (مهذّل
الصقور) التي أهواها، غير أني أعيد صياغة بعضها كلما انسابت على لساني:
لو تقتحمني عاصفة، وتزلزل أركاني رياح ، إيماني بالله يطمني أن العواصف بتهدأ.
ولو صاعقة تنزل علي ولا تخلي لي جناح ،إيماني بالله يطلع لي أجنحة .
وأنت قارئ مدونتي العزيز ماذا فعلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية؟
