الكثير من الفانتازيا والقليل من العربية.

 

رواية فانتازيا, أسامة المسلم,الأدب العربي,بساتين عربستان


 لا يَسَعُني عدم ملاحظة توجه الكُتّاب الجدد لتصنيف الفانتازيا، ولا التحيز بالساحة الأدبية ضدهم من "نخبة القُراء" المفضلين للأعمال الكلاسيكية مع رفضهم التنوع في تصنيفات الأدب العربي. في هذه المقالة، سأشارك وجهة نظري كقارئة ومالكة لمدونة هالورينا حول ذلك بهدف خلق نقدٍ بنَّاءٍ ينفع الحراك الأدبي.

 

  

الفانتازيا ليس تصنيفاً جديداً في الأدب العربي، لكن الروائيين العرب ليسوا غريزي الإنتاج فيه، لذلك أشعر أن أحد أسباب رواج سلسلة بساتين عربستان هو أن أسامة المسلم أيضًا وظف بها العديد من القصص الشعبية من الثقافة الخليجية والسعودية خاصة. لذلك أتفهم توجه الكُتّاب الجدد لهذا التصنيف بالأدب أسوةً به ورغبة في حصد نجاح مماثل له؛ لما تتيحه الفانتازيا من الحرية للكاتب بخلق عالم هو حر بوضع القوانين فيه.

   

لكنني كقارئة وصاحبة موقع لمراجعات الكتب وجدت أن العديد من روايات الفانتازيا الجديدة لا تمت للعربية وثقافتها إلا بأسماء شخصياتها، وبقية الرواية أجنبية الثقافة بشكل غير محبب، من ناحية القصة المبتذلة أو لغة خادشه للحياء دون هدف في سرد الرواية؛ مما جعلني لا أفضل هذا التصنيف، وأعزف عن قراءته ومراجعته هنا، رغم رغبتي في التعاون مع الكُتّاب الجدد. هل تشبع السوق بروايات الفانتازيا التي ألاحظ الكل أصبح يكتبها؟ 


الموضوع الآخر الذي لاحظته مؤخرًا هو استنقاص "نُخبة القُراء" للكُتّاب الجدد ولمؤلفاتهم، وقد شاهدت موجة انتقاداتهم الهدامة تجاه أسامة المسلم؛ بسبب شعبيته بساتين عربستان المتزايدة في المغرب هذه السنة، رغم تصريح البعض أنهم لم يقرؤوا رواياته في التغريدة نفسها التي انتقدوه بها.

 

ما لا يدركه "نخبة القُراء" أن سلسلة بساتين عربستان لأسامة المسلم هي أول ما قرأه معظم الجمهور الذي يستهدفه المؤلفون -جيل التسعينات والألفيات -بتصنيف الفانتازيا في الأدب العربي، والتي من خلالها  استطاع خلق عالم فنتازي بنكهة عربية، وهي أحد عوامل شعبيته اليوم.

  

مراجعاتي واضحة وعادلة لذلك رغم كُثرة قٌراء مدونتي، وكونهم من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية لم أقابل أي شخص من "نخبة القراء" بمدونتي إلا مؤخرًا، ما استنتجته من رؤية تعليقاتهم لدي التي لا أضيع وقتاً بالرد عليها، وجدالهم الذي لا ينتهي على الإنترنت مع غيري، أنهم أشخاص وجودهم بالوسط الأدبي ضار؛ لأنهم يمتلكون نموذجاً محدداً للروايات يماثل كلاسكيات الأدب العربي، ولا يريدون أن يتغير أو أن يحيد أحد عنه، لذلك نقدهم دائمًا هادم تجاه أيّ جديد.

 

أكثر ما حببني بالقراءة والكتب هي التنوع في قصص الروايات وتصنيفاتها، وتعدد الآراء على الرواية الواحدة، والتحاور عنها بكل حضارية دون قلة احترام؛ لأن كل قارئ يرى بوجهة نظره الخاصة هذا الكتاب، لكن الاستنقاص والتحيز الحاصل من مجموعة "نخبة القراء" أمر يعرقل مناقشة الروايات بشكل بنَّاء يساعد على الحراك الأدبي.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال