ملخص رواية الفتاة ذات الصوت العالي

 

 

1| ملخص رواية الفتاة ذات الصوت العالي:

أدوني تحلم بالعودة إلى مقاعد الدراسة بعد جمع كل النقود اللازمة من تدريسها لأطفال القرية، لكنها صُدمت بإعلان والدها زواجها برجل كبير في السن ومتزوج باثنتين غيرها.

هل ستقبل بهذه الزيجة لأجل إطعام عائلتها؟ أم تهرب بنقودها لتحقق حلمها؟ أو تُصر على الرفض، وتنفق مالها على إطعام عائلتها؟


2| معلومات عن رواية الفتاة ذات الصوت العالي:

ألفت القصة آبي داري، كاتبة نيجيرية نشأت في نيجيريا لذا نجحت في تصوير واقع النساء بمهارة في روايتها الأولى التي امتدت على 416 صفحة، وحققت نجاحًا باهرًا.

الطبعة التي لدي هي التي صدرت في 2023 من ترجمة بثينة الإبراهيم وإصدار دار كلمات للنشر. في أثناء بحثي عن معلومات عن الرواية اكتشفت خبر سار، الكاتبة تنوي إصدار جزءٍ ثانٍ في أوغسطس من 2024 تحت اسم And so I roar. الرواية لا تناسب أقل من 18 سنة لقسوة المواضيع المطروحة.



3 | رأيي بالرواية:

مقدمة المترجمة كانت قصيرة وملهمة، ووضحت طريقة سرد الرواية الاستثنائية، فالرواية كتبت بإنجليزية بدائية لتوضح مستوى تعليم أدوني، واقتبس من كلام الكاتبة لصحيفة الجارديان :

"يتحدث النيجيريون شيئًا يسمى الإنجليزية المبسطة، وكنت أعلم أنني لا أرغب في الكتابة باللغة الإنجليزية المبسطة؛ لأنه حتى الأشخاص المتعلمين بشهادات عالية يتحدثونها. أردت أن تكون إنجليزية غير الاعتيادية. إنجليزية خاصة بأدوني. يمكن أن تكون لغتها الإنجليزية، إذا جاز التعبير."

 

لم أتأقلم بالبداية مع لغة أدوني، ولكنني سرعان ما اعتدتُها، وساعدت ملاحظات المترجمة بثينة في ذلك.

 

الرواية سُردت من وجهة نظر أدوني الفريدة من نوعها؛ فبسبب بساطة تعليمها ثم مجتمع القرية الضيق على المرأة، ووفاة والدتها في عمر مبكر، كانت لا تُدرك  كثيرًا من الأمور الاجتماعية حولها. غير أن طريقتها الفكاهية بوصف الأشياء والأشخاص كانت عاملاً يخفف وطأة المواضيع المؤلمة التي ناقشتها الرواية.

 

 الرواية ناقشت موضوعين مهمين، زواج القاصرات والعمل القسري. كلما قرأت أكثر كلما ارتبطت أكثر بأدوني، قلة حيلتها جعلت طبيعة الأخت الكبرى بداخلي تريد حمايتها وتوجيهها. لا شيء أسوأ من أن تكون أول من يختبر الحياة دون وجود من سبقك بها؛ ليعطيك الأمان باستشاراته النابعة من خبرته.

 

لفت انتباهي بهذه الرواية عمقها في طرح قصص الشخصيات، مثل السيدة الكبيرة وكوفي ونقل واقع المرأة بنيجيرياقد يبدو لمستخدم الإنترنت أن المرأة تمتلك صوتًا الآن، لكن ما لا يدركه معظم الناس أن إجحاف المجتمع يعيش داخل العديد من النساء اليوم، لذا من الصعب كسر حلقة العادات والتقاليد المجحفة بحق المرأة التي تربوا عليها، ومعاملة الجيل الجديد من النساء بتعاليم القرآن الصحيحة.



اختلال الميزان في تعامل المجتمع مع النساء والرجال يخلق رجالاً مثل أديوتي، فالرواية بينت كيف أن تضييق نطاق مشاركة المرأة بالمجتمع يضرها، فتستسيغ الفتيات الصغيرات الزواج قبل الخامسة عشر من رجال بعمر أبيهم هربًا من الفقر، أو الاستسلام لهذا المصير مقابل إطعام عائلتهم مثل خديجة.

 وتضييق النطاق على المرأة هكذا ضار أيضًا علّى مستوى نضجها الفكري وامتلاكها علاقات صحية مع أفراد مجتمعها وبنات جنسها، بل ويجعلها ترتكب الأسوأ في حق نفسها وحق بناتها، مثل لا بيك وخديجة أيضًا، وبالطبع لن ينشأ من هكذا زيجة جيلٌ جيدٌ.


الحرص على التعليم ليست ظاهرة غربية تريد إفساد الأسرة المسلمة كما يدعي البعض، بل الناضج يعلم أن أول جامعة بُنيت بالعالم كانت على يد المسلمة فاطمة الفهرية، وكما قال حافظ إبراهيم: الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها… أعدت شعباً طيب الأعراق".

لذا كل من يدعي أن التعليم غير ضروري للمرأة هو إما شخص جاهل. أو يستفيد من جهل المرأةالنهاية كانت مؤثرة ومفتوحة، وانتظر بحماس ترجمة الجزء الثاني لأشارككم مراجعته هنا.



4| حواري مع الشخصيات:

للتذكير: هذا قسم أتحدث فيه بفكاهة وبغير حيادية عن مشاعري تجاه شخصيات الرواية؛ لأنني دائما أكون محايدة في قسم رأيي بالرواية.

  • أدوني

من اعتبرتها أختي الصغيرة، ورغبت في توجيهها، لكن كانت صفحات الرواية عائقًا بيني وبينها، أتمنى لك السعادة، وتخطي ما قاسيته.


  • فلورنس

ما هي مشكلتك؟ الثراء كله التي تعيشين فيه بفضل عملك أنتِ لساعات طويلة على مدى 15 سنة، فلماذا ما زلت متزوجة من ذلك العِرْبِيدٌ؟ بل أنكِ تصرفين عليه وعلى عشيقاته من مالك!

via GIPHY

بدلاً من توجيه غضبك على هذا العربيد، وضربه حتى يعرف مكانه، أو بأحسن الأحوال خلعه بعد خلعك لكتفه، توجهين كل هذا الغضب والضرب للمسكينة قليلة الحيلة أدوني! لذلك تستحقين البؤس مع ذلك العربيد يا حيزبون

  • أديوتي

روح يعلّك ما تربح، هي دعوة أوجهها لمن أبغضه بشدة، وأعني بقولها: أذهب وعسى أن تٌغلِقَ الدنيا جميع أبوابها في وجهك؛ لتخسر. تخسر عملك ثم سمعتك ثم ذاتك، فينمو بداخلك جلاد يبغضك ولا يتوانى في صفعك عند أول بصيص سعادة يقترب منك؛ ليبقيك في دوامة كره الذات القاتلة. هذا ما أتمناه لك؛ لأن الموت رحمة لمن هم على شاكلتك.

  •  والد أدوني

حقيقةً تمنيت عدم استيقاظك من النوم بعد شربك لما يُسكر مدينة بأكملها. والمضحك هو أنك تُكثر الشرب لا لأنك تفتقد شريكة حياتك، بل حزنًا على فقدان المال الذي كنت تصرفه في شرابك بكل استهتار، دون مراعاة الساعات الطويلة التي عملتها لجني ذلك المال

via GIPHY

5| اقتباسات أعجبتني من رواية الفتاة ذات الصوت العالي:

  1. التعليم سيعطيني صوتًا. أريد أكثر من الصوت يا سيدة تيا. أريد صوتا يعلو. أريد أن أدخل غرفة، ويسمعني الناس قبل أن أفتح فمي لأنطق.

أتمنى أفدتكم بهذه المراجعة التي لا تحرق القصة.

لا تنسوا مشاركتها مع قُراء آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليستفيدوا.

ألقاكم في تدوينة أخرى ممتعة ومفيدة.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال