النوم متأخرًا يجعلك مليونيرًا. ملخص لبعض معلومات كتاب لماذا ننام.

 

Money illustrations by Storyset


 فيديوهات التحفيز تحض على الاستيقاظ مبكرًا وأغلب قصص النجاح الموجودة على فضاء الإنترنت تتحدث عن كون الناجحين هم من يستيقظون مبكرًا. لكن ما قرأته في كتاب "لماذا ننام" يذكر حقائق علمية لا يعلمها هؤلاء.

لتقريب الصورة لكم دعنا نقول في الدماغ مملكة تتحكم بحزبين متضادين، وهناك عملاء مخلصون وعميل استخباراتي ذو وجهين .

المملكة هي "الدورة الإيقاعية للإنسان" التي تتحكم بدورة النوم والاستيقاظ اليومية، وهي بحدود 24 ساعة و15 دقيقة. ضوء الشمس هو الذي يعمل على جعل هذه الدورة 24 ساعة. هناك عوامل أخرى تساعد على تحقيق ذلك في حال حدوثها بشكل منتظم، وهي: تناول الطعام، النشاط البدني، تقلبات درجة الحرارة، وتساعد هذه الثلاث عوامل بالذات المصابين بالعمى في امتلاك دورة إيقاعية؛ لأن أدمغتهم لا تتلقى إشارات الضوء من الشمس.

العميل الاستخباراتي ذو الوجهين

قبل كشف هوية العميل الخائن يجب أن تعرفوا أولاً حليف النوم المخلص: الميلاتونين. هو مادة كيميائية تعلن صافرة بدء عمليات النوم الذي تشترك فيها مناطق الدماغ وعملياته الأخرى لجعلنا ننام. لذا هي ليست عاملاً مساعداً على النوم، بل مادة يعلم بفضلها الدماغ أن يجب عليه أن يجعلنا ننام. ينخفض إفرازه مع اقتراب الفجر حتى ينعدم، وحدوث ذلك إشارة للاستيقاظ. هناك عاملان يحددان اليقظة والنوم: إيقاع 24 ساعة اليومي (دورة النوم والاستيقاظ) ، وضغط النوم.

 

نأتي الآن للعميل الاستخباراتي ذو الوجهين: الادينوزين .بداية إفرازه تعني بدء عملية الاستيقاظ، ولكن إذا وصل تركيزه للذروة في الدماغ سبب "ضغط النوم" الذي هو زيادة رغبة الإنسان بالنوم. فترة الاستيقاظ (فترة إفراز الأدينوزين)  12-16 ساعة عند الأغلبية.

دور القهوة في حرب الاستيقاظ والنوم

حليف الاستيقاظ المخلص هو الكافين، وهو عدو الادينوزين؛ لأنه قادر على منعه من الوصول لمناطق الدماغ التي تجعل الإنسان يشعر بالنعاس. نتيجةً لذلك يبقى الدماغ مستيقظًا، رغم زيادة مستويات الادينوزين الذي يولد من رغبة الإنسان بالنوم.

 النوم متأخرًا سيجعلك مليونيرًا

هناك عدة أحزاب في مملكة "الدورة الإيقاعية للإنسان" فعلميًا البشر يصنفون إلى 3 فئات بما يتعلق بالنوم:

  • عصافير الصباح:

يشكلون 40% من البشر. يفضلون الاستيقاظ عند الفجر تقريبًا وينامون مكبرًا. يكون أداؤهم في حالته المثلى بهذه الفترة من الصباح.

  • بومات الليل

 يشكلون 30% من البشر. ينامون متأخرًا ويستيقظون في وقت متأخرٍ من اليوم التالي أو حتى في بعد ظهر اليوم التالي. وتظل أدمغتهم في حالة أقرب للنوم في ساعات الصباح الباكرة لو استيقظ.

  • 30%من البشر هم مزيج من الفئتين مع ميل إلى بومات الليل.

المفاجئ أن انتماءك إلى أحد هذه الفئات هو أمرٌ وراثيٌ ليس اختيارياً، فالبعض لا يعمل دماغه بكفاءة إلا مبكرًا والعكس صحيح. بالمجتمع تُعامل بومات الليل بنوع من عدم الإنصاف، فلعدم قدرتهم الاستيقاظ مبكرًا وعمل دماغهم بكفاءة عالية بتلك الفترة يوصمون بأنهم كسالى.

الناحية الثانية أن نموذج العمل يرغمهم على الاستيقاظ مبكرًا. نتيجةً لذلك يفتقدون مقداراً كبيراً من ساعات النوم اللازمة؛ لاضطرارهم الاستيقاظ مبكرًا بعد النوم متأخرًا. ذلك يجعلهم عرضةً للاكتئاب والقلق والسكري وأمراض القلب.

لذا أؤمن بأنه لو أصبح هناك مرونة في نموذج العمل، وتسنى لبومة الليل النوم لساعات كافية يستطيع أن يصبح مليونيرًا مثل عصفور الصباح الذي يتحدث عنه فيديوهات التحفيز.

قارئي هل أنت بومة ليل أم عصفور صباحي؟

 


أحدث أقدم

نموذج الاتصال