ما حقيقة الواقع الذي نعيشه؟

 

نهايات الروايات,النهايات السعيدة,الواقع




  


 منذ بدأ حبي للقراءة كُنت أسمع "النهاية السعيدة غير واقعية" من كثير ممن يعتبرون مثقفين،  وهنا قارئي أقصد أولئك الذين قرؤوا الكثير من الكتب وبسبب ذلك أطلقوا على أنفسهم لقب المثقف، وهذا تعريف لا أتفق معه.  إذن هل الواقع تعيس لذلك يجب أن تكون نهاية الروايات كذلك حتى تكون منطقية؟   

 

 هناك رواية تبدأ حبكتها بجنازة ثم موت شخصية بعدها لا أعلم تنتهي الرواية بانتحار البطل وكل حياة البطل بالرواية مآسي صعوبات وكآبة، ويأتي أحدهم ليقول هذه الأحداث واقعية! لا يوجد أحد يعيش هكذا حياة على أرض الواقع، وروايات كتلك توصف بأنها فنتازيا ولا يذكر الواقع عند الحديث عنها.

 

ما هي حقيقة الواقع؟


 الواقع مزيج من سعادة وحزن لكن كما قال -عز وجل-  : }إن مع العسر يُسرا إن مع العسر يسرا{ لو وجد الحزن والصعوبة للحقه اليسر والفرج، بل بناءً على تفسير الآية العسر الواحد يلحقه يُسران.

العسر نكرة تكررت مرتان، وبكل مرة دلت على شيء مختلف،  كمثال:  ابتسمت أمراه وضحكت أمراه،  بهذه الجملة تكلمنا عن امرأتين. تكرر اليسر الذي هو معرفة تدل على شيء واحد،  كمثال:  ابتسمت المرأة وضحكت المرأة،  هنا نحن نتكلم عن مرأة واحدة. 

إن كان الله خلق لنا الواقع بهذه المعادلة كيف للآخرين أن ينكروا وجود النهايات السعيدة فيه.

 

المسخ سوداوية ولكن بفلسفة مهمة 


بعد قراءتي لرواية المسخ السوداوية لكافكا.  .  عذرًا أقصد قراءة ثلاثين صفحة ثم الانتقال للنهاية شعرت بأن العالم من حولي تحولت ألوانه إلى تدرجات الرمادي.


  نعم كانت الفلسفة التي ناقشها كافكا بالرواية مهمة،  فهو ناقش الآثار السلبية لتحميل النفس أكثر مما تتحمل وكيف أن بعض الأمور التي تبدأ كمساعدة للغير تتحول لواجب يجب عليه تنفيذه مثل: تحمل غريغور سداد الدين مما جعل عائلته تضع حمل هذا الهم عليه وحده بينما هم مسترخون يعيشون حياتهم دون هم يقلقهم. 


انتقد كافكا بالرواية أيضاً النظام الرأس مالي واهتمامه بالعمل أكثر من العامل وصحته،  لكن فضلت لو كتب مقالة عنها بدلاً من ثمانين صفحة سوداوية.

 

شخصيات من حولنا  

 

لنأخذ لحظة يا قارئي ونفكر بأناس من حولنا شهدنا على مصاعب اصابتهم أو بالأحرى بمصاعب نحن مررنا بها هل استمرت تلك الصعاب متشبثة بنا ولم تتركنا أم زالت بعد مرور الوقت بلطف من الله وتغمرنا الآن الطمأنينة.  نعم الحياة قاسية لكنها عادلة ليس منطقيًا أن يكون الواقع سوداويًا ومليء بالظلم، لذا المرة القادمة التي أسمع بها أحدهم يقول النهايات السعيدة غير واقعية سأعطيه هذه التدوينة.


أسعد كثيراً برؤية تعليقاتكم بالأسفل هنا أو في حسابات التواصل للمدونة.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال