حلى منهار عصبيًا

 





كان يا ما كان في ظهيرة يوم من أيام رمضان قررت ديمة ذات الأربعةِ عشر عامًا تحضير طبق حلى،مخدوعةٍ بسهولة تحضيرهُ بناءً على وصفة وجدتها بالنت.


 مكونات الحلى كانت بسكوت دايجستف يوضع بقالب كب كيك ثم يوضع في وسطه خليط من المكونات البيضاء.

 


فعلت ديمة كما كُتب بالوصفة ثم وضعت القالب بالفرن، في أثناء إنتظارها نضج الحلى قررت غسل الأواني التي استخدمتها .

 

 

 بداية الكارثة كانت عند اخرجها للقالب و رؤية الخليط مازال أبيض و لم يتحمر- طبقة بنية فاتحة شبه قاسية- من الأعلى !

لتكتشف أنها بدلاً من أن تضع القالب بالرف الأسفل حتى ينضج ،وضعته بأعلى رف من الفرن ، الذي يعتبر أبعد رف عن النار.

 

تمالكت ديمة نفسها و رددت بداخلها بينما تعيد القالب للفرن: " كلها دقيقتين زيادة و يتحمر "

 

 

بعد مرور الدقيقتين أخرجت الحلى المتحمر من الفرن وهي مختالة بنفسها ، الآن يمكنها أن تثبت أن الطبخ ليس بصعوبة علم البرمجة كما تجعلها العمة تشعر ، و تستطيع أن تثبت لها أن الطبخ غريزة الكل يفعلها، لذا لا داعي للتفاخر بامتلاك هذة المعرفة .


"البنت السنعه هي الي تعرف تطبخ "،هذا ما كانت تردده عليها العمة في كل زيارة تذهب بها ديمة لبيت الجدة و هي خاوية اليدين .

 

لأحدثكم قليلاً عن هذه العمة، هي إمراه ترى أنه يجب على الانثى تعلم الطبخ منذُ الصغر و إتقان أكبر عدد من الوصفات، و حروق الفرن هي ميداليات يجب أن تعتز بها الانثى.

 

يقال لا تفرح مبكراً حتى تتأكد من وصولك لخط النهاية ، عندما أرادت ديمة إخراج قِطع الحلى من تجاويف القالب اُصيب البسكوت بانهيار عصبي، فأصبح بعض منه ملتصق بالصينية خائف، و إنهار الجزء الاخر على الطاولة ، نتيجةً لذلك انتشر الخليط الأبيض يتراقص بكل اتجاه.


مصدر


على ما يبدو لقد اخطأت بمقادير الخليط الأبيض لذلك حتى بعد طهيه ما زال يتراقص ولم يجمد رغم تحمره.

حمدًا لله أن بعض من قِطع الحلى سلموا و خرجوا قطعة واحده ، لكن الأغلبية  كانت منهارة بالقالب وعلى الطاولة .

 

 ماذا تفعل الآن ؟ لقد اسقطت اُذنّي أُمها من كثرة تكرار رغبتها  تحضير طبق حلى للفطور الرمضاني الذي سيقام بمنزل الجدة ، و وافقت الأم بعد أن رأت سهولة تحضير الوصفة .


كانت ديمة تنظر لباب المطبخ المغلق تارة ثم إلى الفوضى التي أمامها تارةً أخرى .

" أنا مو وجة طبخ ، ليتني متعوذة من إبليس ومكمله نوم و لا هالفوضى إلي أنا فيها "

أخذت تطوف حول الطاولة و الكثير من التساؤلات تدور بداخلها :

ماذا ستقول لأمها ؟ وما السبيل لتحويل القطع المنهارة لشيء آخر يؤكل ؟ و كيف ستواجه عمتها مهووسة الطبخ ؟


مصدر

 

توقفت بسبب شعورها بدوار الرأس،ثم تنفست بعمق لِعدة مرات و زفرت تلك التساؤلات بآخر زفير.

"راح و لا جاء يظل حلى، مو مثل صعوبة أكواد البرمجة إلي أشتغل عليها"، قالتها بصوت مرتفع لتهدئ من روعها .


 وضعت قطع الحلى السليمة بصحن و القطع المنهارة عصبياً بزبدية كبداية لمعالجة الفوضى التي أمامها، ثم فكرت بإخفاء الزبدية داخل الثلاجة، لكنها تراجعت عن ذلك لأنه من الغير منطقي أن نتاج علبة البسكوت الكبيرة هو عدد قطع الحلى السليمة.

 

 

" هي خاربة،خاربة "، قالتها و هي تمزج قطع الحلى المصابة في الزبدية مع بعضها البعض حتى تحول إلى خليط بني ،ثم جعلته على شكل دوائر ووضعته بالثلاجة ليتعالج من انهياره العصبي بالإضافة للقطع السليمة لتعزز من صلابة قوامها.


كل ذلك جعلها تستغرق فترة الظهر كلها بالمطبخ و لم تصعد لغرفتها إلا قريب أذان صلاة العصر.

 

ماذا سيحدث عندما ترى الأم حلى ديمة العجيب؟ وماذا ستكون ردة فعل مهووسة الطبخ عمتها ؟ هذا ما ستقرؤنه في بالجزء الثاني من القصة .

 


2 تعليقات

  1. اسلوب التشويق وما ادراك ماهو بسببه ما احب قراء شيء الا وهو مكتمل😔🚶‍♀️

    ردحذف
  2. اسلوبك جميل
    شوقتينا نشوف آخرتها ��

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال