قريبة لكنها مؤذية


سأحكي لكم عن صديقة كان الكثير يحكي عنها وعن حُسن معشرها ومتعة الأوقات بحديثها فأصبحت من أشد الناس إعجاباً بها. أُتيحت لي الفرصة بلقائها ولم أعلم بسذاجة تفكيري أن علاقتي بها قد تؤدي بي لطريق قَفر. خمس سنوات كانت مدة معرفتي بها ومازالت الندوب التي خلفتها تنزف من وقت لأخر، علاقتي بها كانت مؤذية لأبعد حد كانت مثل طفيلي يتغذى على طمأنينة أيامي.

 

كيف لم أدرك مدى أذاها؟


 

لأن قربي منها أعمى بصيرتي وظننت أن تلك هي طبيعتها، من منا لا يمتلك جانب سيء لكن تلك الصديقة كانت تؤذيني نفسياً لا جسدياً، وسيلة خبيثة وصعب اكتشاف مدى أذاها. 


استيعابي لأذاها لم يستغرق شهر بل عدة أشهر. في صبيحة يوم كُنت قد عزمت الاتصال بها حتى نستعيد صداقتنا استيقظ إدراكي النائم عن حقيقة تلك الصديقة ، فجزع جهازي العصبي من موجة الألم التي انتشرت بكامل جسدي، واستطاعت عيني أخيراً رؤية الندوب التي جرحت ثقتي بنفسي وعلاقتي مع الآخرين .

 

مر على ذلك اليوم سنتان والآن أنا وبحمد من الله وفضل بأحسن حال نفسياً مما قبل. قد تبدو تلك الصديقة شخصية خيالية، لكنها يا قارئي قد تكون من قربها منك لا تستطيع تمييزها إلا بعد ابتعادك عنها لمدة من الزمن.

 

 

 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال