من " متمردة ضد ضغط تحصيل الوظيفة " إلى " مصابة بضغط تحصيل الوظيفة " أما بعد,
أعلم عن مشاعر الاكتئاب الثكينة التي تسد شرايين قلبك ، الكل يحكي عن ما فعله اليوم في عمله او دراسته بينما أنتي بالركن صامته ، عن ماذا ستخبرينهم ؟ هل عن وقتك الذي قضيتيه بحثاً عن وظيفة ؟ أو ملئك لاستمارات التوظيف ؟ أو عن الشركة التي لا زلت تتصلين استفساراً عن موعد مقابلاتها علماً أنك إجتزتي كل متطلب لديها .
أعلم أنكِ
بالبداية كنت تقدمين على الوظائف بحماس و لكن بعد مرور شهور و "عاطلة"
لم تتغير إلى "موظفة" الاحباط أحكم قبضته عليك .
" انتي جد ما لقيتي
وظيفة ولا متوظفة وما تعلمينا "
لا لم يكن سؤال اختلقته بل قد طرح علي ،كانت تجوب عقلي أجوبة عنيفة على
هذا السؤال و لكن اكتفيت بضحكة مجاملة و " حلو النكتة ، لا تعيديها " .
أعلم عن حماس من حولك لتوظيفك ، في بادئ الامر تستلطفين روابط الوظائف المرسلة إليك و لكن بعد فترة إن كُنتِ محاطة بأناس لا يفقهون الكياسة الاجتماعية سيستمرون بإلقاء السلام و " للحين ما توظفتي " بنفس واحد عند رؤيتك .
مراقبة من هم حولك هو الابليس الذي ينفث الفشل على كل محاولاتك للحصول على وظيفة ،أو بدئ مشروعك أو حتى تعلم مجال جديد .
هذه الفترة إن داهمك الاحباط لا تُراكميه داخلك ،
أبكي أو حتى أغلقي الباب و أصرخي حتى ينفذ الشعور من داخلك . أريدك الان ان تفكري
بصفاء ،أنتي أمام بوابة أرض مليئة بالعديد
من الاحتمالات لذا الفشل و الرفض شيء وارد ، اعتبري ذلك منعطفات طريق تأخذك لوظيفة
أفضل أو وضع معيشي أفضل .
إختاري ما
تريدينه :
- دراسة الماجستير.
- انتظار الوظيفة بتخصصك.
- تطوير نفسك بمجال آخر بدورات والتوظف به
- التفكير بتأسيس عائلة .
ما يهم أن
اختيارك هذا يجب ان تكوني راضية به و لو سبعين بالمائة . حاولي أن تفكري باختيارك مع أخذ
عدة أشياء بالاعتبار:
- رغبتك.
- هل هذه الخيار يستحق ان تعطيه وقت من عمرك.
- قدرتك على إتمام متطلبات هذا الخيار.
و لأصحح
لكم نقطة كنت أجهلها،الوظيفة لا تعني السعادة . أجزم أنكم سمعتم عن المكائد التي
تفعل بين الموظفين من أجل نيل رضى رئيس ،لو سنحت الفرصة لأولئك الموظفين
لجعلوه يقف في أشد ساعات الظهيرة حراً بالخارج يذوب .
كل شخص رزقه مكتوب ، منهم من قدر له الآن أن يتوظف ومنهم من يتوظف بعد سنين ومنهم من هو مكتفي بالحياة العائلية . أدعي الله كثيرا وأعملي بالأسباب و تذكري :
(وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة:أية 216.
هذه
القناعة و التصالح مع كوني غير موظفة حتى الان رغم مرور سنتين هو ببساطة لأنني
بكيت ذلك الاحباط و أخرست الاصوات التي كانت تدفعني للدخول بنوبة من الاكتئاب .
هذه الرسالة مقصدها ان تعلم قارئي أنك لست وحدك من يشعر بذلك.
أتمنى لك
كل الخير و السعادة قارئي العزيز,
هالورينا
هالورينا شكككرا ، لا تعلمين كم كانت كلماتك مريحة ومطمئنة
ردحذفتدوينة كالبلسم ، نعم ،شعور أن تكون معلّق في مرحلة لا تستطيع أن تبلغها مؤلم ، لكن مرّد ذلك لكوننا أطرنا الحياة بزمن لا حياد عنه : دراسة ، و ظيفة ، زواج ، أولاد ، ... أي خلل في المنظومة هو انهيار نفسي . الحل الصعب هو الخروج من المأزق نفسه . كما قلتي الخيارات كثيرة ، و حياتنا ميسرة بما يتناسب معنا .
ردحذفالله يعطي كل من أراد .
شكرا ً لمشاركتنا مشاعرك