الحياة يا صديقي مزيج بين ضدين





حتى الآن لم  أستطع أخذ نفس عميق لملئ رئتي براحه.منذ سنة والكثير من الأحداث تتصادم وتأخذني في ارتفاع وانخفاض متتالي من المشاعر المختلفة. ومهما حاولت الاتزان لا أستطيع، لان رئتي لا تتلقى القدر الكافي من الاوكسجين .لكنني أعي أن كلنا في ذلك سواسية،لا أحد في هذه الدنيا لا يثقل صدره غم  ويقلق عقله هم .

من السهل الحكم على ألف صفحة من الغلاف الذي يحتويها ،بدلاً من قراءتها كلها. قد يحترف البعض فن إخفاء مشاعره مهما مر عليه من مصاب عظيم ؛لأنه تربى كونه العامود الذي لو اهتز سيختل توازن من حوله. و يوجد غيره من لا يستطيع ذلك فيبلغ فيه الحزن مبلغه حتى يفيض ،فتبقى خدوش الحزن بادية للعيان.

لكن لنعلم أن مهما تعسرت الامور لابد أن تتيسر ولو بعد حين ،فلا يوجد ظلام دائم أو نور دائم.

إن أكثر ما يقتلنا ليس ذلك الألم الجسدي الذي يستطيع من حولنا ملاحظته بل تلك الآلام النفسية التي تجيد إخفاء نفسها عند وجود تجمع من الناس حولنا.

لذا بهذه الحياة لا تكتم كل شيء بصدرك وتصر على الوقوف صامدا أمام ما تواجه ،لأننا خلقنا من ماء وتلك الهموم كالزيت مهما مضت السنين لن تمتزج مع الماء بل ستستمر بالتراكم حتى تفيض وتثير الكثير من الفوضى .

في هذه الحياة يجب أن نختار بدقة متى يجب أن نكون صامدين أمام تلك العواقب التي تواجهنا، ومتى يجب أن نتنحى للجانب فندعها تمر.خذوا الحياة كما هي إن جاء ما يفرحك فافرح به وإن رأيت ما يحزنك اذرف دموعك لتتخلص منه، لكن ! إياك ،إياك والكتمان .

لا يهم من تكون أو ماذا يتوقع من حولك منك ،الأهم هو أنت .

أفرغ ذلك الحزن بأي طريقه و تخلص منه ،اسجد وأفض بمكنون صدرك ثم اجعل قلمك يتحمل عبئ همك ليفرغه بورقة أو اجعل صوتك يحمل غضبك بأعلى الترددات ، لكن لا تخفيها بأحدى أركان صدرك بظن أنها ستضمحل وتختفي.

ولنتذكر أن الله لا يكلف نفساً إلا ويعلم أن بمقدورها إن تتحمل ذلك،  أؤمن بأنة سيأتي الوقت الذي سيتسنى لي أن أسند ظهري براحه واستنشق الاوكسجين الذي تفتقر إليه رئتي بكل طمأنينة.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال