السباحة ضد التيار



السباحة ضد التيار خاطرة تحكي عن فترة مابعد التخرج من الجامعة والقرارات المصيرية


أن تسير في دوائر بدلا من خط مستقيم أمر محبط، هو كمحاولتك في البداية السباحة مع التيار لترى أن الجميع وصل لغايته إلا أنت، ثم تحاول السباحة ضد التيار وتقع الصعوبة هُنا أنك الوحيد ممن حولك يفعل ذلك، في كل مرة تتوقف ويتبادر لذهنك نفس السؤال: هل أستمر أم أرجع لسلك الطريق التقليدي مثل غيري؟

 

الكل يأتي ويتفلسف على رأسي " قدمي على هذا " "أفعلي كيذا " وكأنني لم اُحاول من قبل وأنتظر اقتراح حضراتهم لكل ذلك لكي أتحرك.

 

الشعور بعدم الإنجاز يلاحقني بكل خطوة لأن الكل مع التيار فيندفعون للتقدم بسرعة، بينما أنا عكسه أُقاومه وأُقاوم حقيقة أنهم قطعوا شوطاً طويلاً في مسيرهم بينما يضيع الكثير من وقتي على خطوات صغيرة.

 

فما الحل؟

 

سئمت من رفض الطرق التقليدية، والطرق الغير تقليدية مخاطرة لأن بالبداية كل شيء سيبدو غير أكيد وعرضه للفشل، ستسقط كثيرًا لكن بعد المقاومة ضد الاحباط الذي يسود الخطوات الاولى الطويلة سيغمر النجاح ألوانه حولك، الاحتمالية الأخرى أن الطريق سيكون مسدود.

 

كِلا الخيارين يمتلك النصف من الاحتمالية الكاملة لذلك هي مخاطرة أن تكون غير تقليدي ضد التيار، لكن القلة القليلة التي خاطرت لم تصعد لقمة النجاح بل ركضت للأعلى.


ماذا لو أنني الان أُضيع سنوات من عمري خلف سراب؟ وماذا يحدث عندما تستسلم؟

عندما تفقد شعارات التحفيز ألوانها وتبهت بعينك، عندما تحاول شتى الطرق ودائماً ينتهي بك المطاف أمام جدار خرساني مصمت.

 

لطالما أرعبتني فكرة الاستسلام، في مخيلتي هو كالسقوط من ناطحة سحاب على أرض من الإسفلت، يتخلخل الألم فقرات ظهري ثم ينتشر بعد ذلك بأنحاء جسمي، ويعم السواد حولي لينتهي كل شيء.

 

لكن عندما استسلمت الآن لم يراودني سوى شعور الوقوف في وسط ممر محتشد بأناس يذهبون بِكّلا الاتجاهين بينما أنا ضائعة بالمنتصف لا أعرف وجهتي.

 

هذه المرة بدلاً من ترك الجدار الخرساني ورائي والبحث عن طريق آخر استندت علية وبقيت صفحه واحدة بيضاء تحتمل فكرة واحدة أخيرة.

إما ستقودني للقمة أو ... لا أعرف حقيقة ماذا سيحدث لو لم أنجح هذه المرة.

لمعرفة ما حصل بعد المحاولة الأخيرة أظغط هنا


أحدث أقدم

نموذج الاتصال