المحاولة الأخيرة إما الوقوف على شاطئ النجاح وإما...

طريقة Smart للأهداف الذكية

 


الفرق بين "حَضِيض" و "حَظِيظ" هو مجرد حرف، لكنَّ الفارق بين معناهما شاسع. وكذلك الأمر في الحياة؛ هي ليست معقدةً في جوهرها، بل نحن من نعقِّدها. وأساسُها هو الاستمرارية

فكيفَ تستسلمُ لفشلك، وتَظُنُّ أنَّ مساعيكَ بلا جدوى؟

ما يحبط السباحة للوصول لشاطئ أهدافنا هو التشتت وعدم الوضوح مع النفس وما تريدها. هذا ما أراه أنا بخصوص الأهداف المتبقية لدي.

لذا راقني تحدي The great lock in الذي أُطْلِق على تيك توك بالأمس. فكرته هي خلال الأربعة الأشهر القادمة تركز على تحقيق أهداف تريدها، قد تكون سَوَّفتها أو لم يتسنَ لك الوقت للسباحة لها. فتبدأ 2026 وأنت تقف على أرض أهدافك.

وأنا أريد أن أسميه #تحدي_المحاولة_ الأخيرة، حتى لا أدع للتسويف فُرجةً للدخول، لكن قارئي أنا لا أنوي مشاركة محتوى إيجابي سام لا يسمن ولا يغني من جوع. 

هنا أشارك معك فلسفتي بخصوص تحقيق الأهداف التي سبق لي اتباعها ونجحت معي، وسأتبعها بهذا التحدي، راغبةً بأن تساعدك بالسباحة لأهدافك الخاصة.


أن يكون منبع ما أريد تحقيقه حبًا لي، لا كرهًا لِما أنا عليه.

مقالة عن تحدي the great lock in وتحديد الأهداف

كنت أواجه مشكلة بعقلية كل شيء أو لا شيء، وذلك جعلني أؤجل أشياء كثيرة تحت ذريعة "إذا حققت هذا الهدف سأفعل هذا وهذا" ثم طالت القائمة، وأصبحت حياتي لا تحتوي على أي فكرة ملونة تنعش يومي، بل أصبحت أيامي مليئة بانتظارتحول أهدافي لواقع أو ظهورنتائج تبني عادات جديدة من رياضة وغيرها،و ذلك جعلني في حالة نفسية سيئة.

فاكتشفت أن رغبتي في التطوُّر والنجاح لم تَنبُع من حُبٍّ لنفسي، بل كانت مجرد رغبةٍ في التخلُّص من كل ما أراه يَعوق سباحتي لأبلغَ الأنا التي أطمح إليها.

حب الذات موضوع يطول الحديث عنه، وما توصلت له من تعريف هو: أنت ذو قيمة، حتى لو لم تمتلك ما ترغب فيه، أو تحقق ما تريده، أو حتى ما يتوقعه الآخرون منك. الحياة يا قارئي عبارة عن عواصف، وأمواج ثائرة، وركودٍ مخيف.

عندما يصدر فعلُك عن حبٍ لذاتك، لن يُعيقك جلدُ الذات عن مواجهة العقبات وتذليلها، بل سيمكنك يقينُك بحكمة الله من تخطيها، لتجد نفسك في حالة من الطمأنينة، تحيط بك نسماتٌ باردة، وتنعم بدفء نور الراحة، وأنت تقف على أرض هدفك.


الوضوح بما تريد

نعم أنا وأنت نريد هذا وهذا، ونعم وسائل التواصل تشعرك بأن الناس وصلوا للقمر وأنت ما زلت بالأرض جالساً، لكن بالواقع كلنا على هذه الأرض، نسبح للوقوف على أرض أحلامنا وأهدافنا. طريقة الوصول تعتمد على معرفة ما تريده وما تحتاج إلى تحقيقه، وبذلك ستكون قادراً على إيجاد الحلول وتفادي العقبات في أثناء سباحتك لما تريد.

مهنة الطب تعتبر محبوبة في المجتمع، لكن هل تحبها بسبب المكانة الاجتماعية التي تمنحها، أم لأنك مهتم بالمهنة نفسها، أم لأسباب أخرى؟ وقيس على ذلك كل ما يجول بخاطرك من رغبات وأهداف.

 

طريقة Smart للأهداف الذكية

 تحديد الأهداف على هذه الطريقة ساعدني على فهمها، وتحديد هل الفترة الزمنية التي حددتها مناسبة لذلك أم لا

Smart  تعني أن الأهداف يجب أن تكون: واضحة ومحددة (Specific)، قابلة للقياس (Measurable)، قابلة للتحقيق (Achievable)، واقعية (Realistic)، ومحددة بفترة زمانية (Time-bound).

كمثال: امتلاك مليون متابع بتيك توك غدًا. هذا قد يكون هدفاً محدداً، وقابلاً للقياس لوجود "مليون متابع" أستطيع من خلاله معرفة هل حققت الهدف، لكنه غير واقعي ولا قابل للتحقيق.

فلا يمكنني اليوم وضع خطة محتوى تجعلني غدًا اقفز من 17 ألف متابع لمليون، ولا يمكن فعله بهذه الفترة الزمنية القصيرة. أي أن الهدف استوفى فقط معياريين من أصل خمسة لذا لن أنجح بتحقيقه.

لو كان الهدف: امتلاك 20 ألف متابع بحلول تاريخ 17\9\2025، فسيكون هذا هدفاً واضحاً. يتيح لي هذا الهدف وضع خطة واقعية للمحتوى خلال هذه الفترة، مما يجعله قابلاً للتحقيق. يمكنني أيضاً قياس تقدمي نحو هذا الهدف من خلال تقسيم العدد المطلوب على المدة المتبقية حتى التاريخ المحدد.

لا تجعلك مشاعرك تتحكم بحياتك.

ما لاحظته أنني بالسابق كنت أجعل مشاعري تتحكم بما أفعله؛ فلا التزم بالخطة التي وضعتها. بعد حماس البداية بتنفيذ ما خططت له انصاع للتكاسل أو تسويف الفعل عندما تصبح الساعة مثلاً 8 بالضبط، أو لأي شعور مؤقت يراودني يجعلني أؤجل عمل اليوم للغد، وبالنهاية لا استمر بالتنفيذ.

بعد أن بحثت وقرأت عن هذا الأمر، أدركت أن المشاعر تشبه الطقس، يجب أن أستمر في أداء المهام، دون أن أسمح لتقلباتها بأن توقف سباحتي. سواء كانت السماء ملبدة بالغيوم أو مشمسة، فإنك لن تتوقف عن الذهاب إلى العمل أو الدراسة. من هذا المنطلق، بدأت أتعامل مع أهدافي بالطريقة نفسها، دون أن أبحث عن أعذار تُعيقني عن تحقيقها. ولقد كان لهذا التحول أثر كبير في حياتي، تمكنت بفضل الله من إنجاز 90% مما أصبو إليه.

 


بالختام آمل أن تكون هذه المقالة ملهمة لك، وتغير النظرة غير الصحية التي تكونت لديك تجاه تحقيق الأهداف. سأحاول مشاركة أهدافي وما أحرزته من تقدم تحت وسم #تحدي_المحاولة_ الأخيرة، لأحفز نفسي على الاستمرار، وأدعوك إلى فعل ذلك معي

ألقاك في تدوينة أخرى ماتعة، ولا تفوّت فرصة متابعة حسابات المدونة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون أول من ينغمس في كل ما هو مفيد وجديد بساحة الأدب السعودي وغيره.

 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال