مراجعة وملخص رواية ثلاثية غرناطة | التاريخ يكتبه المنتصرون.

 

مراجعة لا تفسد عليك متعة قراءة  ثلاثية غرناطة.

ملخص ثلاثية غرناطة:

تحكي رضوى عاشور سقوط غرناطة- آخر مُدن الأندلس- عبر عيون ثلاثة أجيال من عائلة أبو جعفر، التي قررت المكوث في غرناطة وعاشت تبعات الاستعمار الإسباني لغرناطة.


معلومات عن ثلاثية غرناطة:

كانت في البداية ثلاث روايات منفصلة هي: غرناطة، مريمة، الرحيل. تاليًا تم جمعها بكتاب واحد يتكون من 535 صفحة  يحمل عنوان "ثلاثية غرناطة". أحداث الرواية التي وقعت بين عام 1491 وحتى عام 1609 من التعميد الإجباري، ومنع كل ما يتعلق بالإسلام من لغة وعادات، وثورة حي البيازين كانت أحداث وقعت على أرض الواقع سردتها لنا رضوى عبر عيون شخصياتها الخيالية.


رأيي بالرواية:

كنت أعتقد أنني سأقرأ عن شخصيات جابهت الاستعمار بشراسة، لكن الرواية تم سردها من وجهة نظر أُناس عاديين لا يوجد بيدهم قوة لوقف الحرب أو إعلان الثورة. وتيرة الأحداث هادية وبطيئة وأرجح سبب ذلك هو رغبة رضوى تحسيس القارئ بمدى عجز الشعوب التي تُستعمر أراضيها ولا يملكون بيدهم شيئًا سوى محاولة العيش بسلام في ظل استعمار ظالم.

قارئي العزيز عندما  تدرس التاريخ لن ترى سوى حقائق: سلم أبو عبد الله الثاني عشر مفاتيح غرناطة للأسبان وسقطت الأندلس، لكن أن تقرأ بعضًا مما حدث على أرض الواقع من منظور شخصيات عاشت تلك الأحداث أمرٌ مُبكٍ.

من الأحداث التي جعلتني أشعر برشفة من علقم الاستعمار هو جر حامد الثغري إلى المسجد وإجباره إقناع الناس بدخُوله المسيحية طوعًا، وعدم قدرة حسن وعائلته دفن جدتهم بالطريقة الإسلامية، أيّ أنها لم تُكفن بالأبيض بل بلباس مُطرز، وتم إحضار قسيس ليتلو صلاته عليها ثم يضع الصليب بين يدها.

أكُن الاحترام للمورسكيون، "سلكوا" للأسبان بإدعائهم دخول المسيحية، بينما هم ما زالوا يوحدون الله ويعبدونه. دفعني ذلك للتوقف عن القراءة عند صفحة 371 لأقضي وقتي في البحث عن الأندلس، ورغم قِلة المصادر العربية على الإنترنت اكتشفت عدة أمور أريد مشاركتها معك.


الموريكسيون والصورة النمطية الخاطئة عن الأندلس.

الموريكسيون هم المسلمون الذين بقوا في غرناطة وتم تعميدهم للمسيحية بالإجبار، وهو لفظ قيل تارة إنه استعمل لوصفهم وتارة قيل استُعمل لتحقيرهم.

لكون التاريخ يكتبه المنتصرون الصورة النمطية التي رسمها المستشرقون في القرن الثامن عشر عن المسلمين كانت خاطئة في كثير من الأحيان؛ لأنها مبنيه على مخيلتهم حتى وإن صَحَّ نقلهم لفن العمارة الإسلامية. كانت اللوحات في كثير من الأحيان تصور المشرق على أنه عالم رجعي غارق بالمتع والملذات، فاللوحات التي تناولت الحرملك والنساء وأزياءهم غير صحيحة؛ لأن الحرملك مكان يُمنع على الرجال الذين لا تربطهم صلة قرابة بالنساء دخوله.




أحد لوحات القرن الثامن عشر التي استوقفتني هي تصور الرسّام الإسباني فرانسيسكو براديا (Francisco Pradilla) سقوط الأندلس بلوحة اختار "تسليم غرناطة" (La rendición de Granada) عنوانًا لها.


لوحة "تسليم غرناطة" للرسام  فرانسيسكو براديا التي تم وضعها في مجلس الشيوخ الإسباني.

 

صُور فرانسيسكو نشوة الانتصار بالألوان الساطعة والأزياء المبهرجة لإيزابيلا وزوجها فرناندو مع الأعداد الكبيرة من مناصريهم في جهة، وقابلها انطفاء الألوان وانهزام آخر حُكام الأندلس أبي عبد الله الثاني عشر وخلفه مُسلمين مخذولين بالجهة الآخرى.


بعد انتهائي من البحث لإشباع فضولي عدت لقراءة نص محاضرة ألقتها رضوى عاشورعن ثلاثية غرناطة تم إضافته في آخر الرواية، وهو ما ساعدني برؤية الرواية بعين رضوى لأجد إجابة عن بعض تساؤلاتي.


 حواري مع الشخصيات:

  • نعيم

أخبرني ما خطب قلبك! من غير المنطقي أن ترى فتاة في مسيرة، ويتحول فندق قلبك العامر بالنساء إلى بيت لها لوحدها. 




أعجبتك المراجعة؟ ارسلها لمُحبي كُتب آخرين.

وتابع حسابات المدونة لتدوينات أخرى ممتعة ومفيدة.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال