| قراءة لمشاعر الأبطال:
حلقة 9
بعدما
حاولت بشتى الطرق أن تدفعه للاعتراف حتى يتسنى لها تبرئة اسمه استسلمت لتقول:
" نحن معاً منذ ١٤ عاماً،
مشاعري تجاهك لا يمكن أن تبقى كما هي "
و
ما أرادت حقيقةً أن تقول هو: ١٤ سنة قضيتها معك و لا تستطيع أن تثق بي بشأن ماضيك.
تلك
الليلة هي لم تحتفل بانتقالهم لمنزلهم بل بانتقاله بعيداً عن حياتها. من يسمع ذلك قد
يظن أنها تبالغ لكن لا أحد، لا أحد يعلم مدى عمق الألم الذي تشعر به. ١٤ عام قضتها
مع غريب، هي المحققة التي لم يخيب حدسها تكتشف بعد 14 عام أنها كانت تعيش كذبة.
كان
مؤلم اكتشاف أنها لا شيء بالنسبة له أكثر من حقيقة كِذبه عليها، فهو لا يشعر بالحب
تجاهها والآن يكذب وهو يراها على شفا حفرة من اكتشاف ماضية. الليلة يجب أن تنهي كل
شيء لتستطيع حل القضية بذهن صافي ، كانت هي من يجري خلفه والان هي من سينفصل عنه.
" هذه الايام استمر
بتخيل كيف سأعيش لو انفصلنا "
كاد
أن يوقع الصحن الذي بيده، هو كان يشعر باختلاف تصرفاتها منذ أيام ولكن تلك الليلة
كانت أول مرة تصارحه بحقيقة شعورها.
" هل تشعر تجاهي بنفس
الطريقة كما فعلت قبل كل تلك السنوات ؟ "
لأول
مرة يتردد بالإجابة على أسئلتها على غير العادة ، الشخص الماثل أمامه هو جي وون أخرى
لم يألفها .
شعر
أنه الان يمشي بين أرض مليئة بالألغام. حاول أن يحادث جي وون التي يألفها لعل تلك
التصرفات التي أمامه تختفي:
" هذا كله بسبب
العمل ، أنتِ متوترة جداً .ما تشعرين به الآن هو إحباط عدم وجدود أي تقدم في قضيتك
الجديدة"
واستمر
بالحديث كعادته بكلمات مُطَمئنة، بكلمات ظن أنها تفسير تصرفاتها الغريبة.
" هل كان هنالك لسبب
لأعجابي بك ؟ لا، إذن لا يجب أن يكون هنالك سبب لانفصالي عنك "
لأول
مرة يتخلى عن حذرة و يكلمها كهيون سو، قال لها ورجفة أصابت صوته:
" أنا لا أفهم.
أخبريني ما تريدين. إذا أخبرتني، سأصلح كل شيء. سأفعل ما بوسعي."
" لا تفعل شيء هذا ما
أريده "
سيجد ذلك الشريك اللعين من أجل ... من أجل..
" لابد ان جي وون غاليه جداً عليك
" وما الفرق بين مهمه وغالية؟
هل سيأتي يوم لا تكون جي وون عنصر مهم بحياته ؟ أجابه
عقله في الحال : لا يمكن أن يحدث ذلك ، إذن ماذا يعني كونها غالية عليه ؟ أوقف سيل تلك الاسئلة و وضع كامل تركيزه على فكرة واحدة : لتعود الأمور لنصابها
يجب أن يقبض على الشريك فتنتهي القضية و تعود جي وون التي يألفها .
حلقة 10
تلك ١٤ عاماً التي جعلتها تلفظ الانفصال بوجهه
نفسها التي جعلتها تتصل به والشوق يعصر قلبها، تذكرت أن ما يريده منها هو الثقة وأن لا تتغير عليه.
سُحقاً
لما يقوله الجميع أنا زوجته وأفضل من يعرفه، له ثقتي وحبي وفضل انقشاع غمام الحزن
من أيامي.
ركضت
للمنتزه حتى تلاقيه بمنتصف الطريق ، لتقل المسافة و الوقت التي تفصلها عنه، و كأن أمواج من الاشتياق غمرتها تلك اللحظة
فلم تعد تستطيع أن تقف دون حراك.
" قاتل رئيس القرية لم يكن هيون سو ، أنا أعلم المجرم
الحقيقي"
ذلك ما قالته أخته لها. " ابن القاتل
المتسلسل، المختل المتزوج بمحققة " الجميع سيصدق هذا الافتراض المغري ليكون حقيقية،
لن يتكرموا بدقيقة للتفكير في هيون سو بحيادية.
أرادت
أن تخبئه بين أضلُعِها حتى يتسنى لها استخراج براءته من خيوط سوء حكمهم عليه .
" أتمنى أن نتبادل
الأجساد ليوم واحد لكي يمكنك أن تشعر كم أحبك "
الآن
يشعر بغرابة تصرفاتها أكثر من ذي قبل، هناك شيء غريب يحصل معها. قبل عدة أيام كانت
تلك العينين يُغلفها البرود رُغم دفئ لونها والآن تفيض بالحزن رغم كلمات الحب والاشتياق
التي تنطقها. قبل عدة أيام كانت تريد الترقية بعملها والآن تفكر بترك وظيفة أحلامها.
تلك الفكرتين ضلت تحوم برأسه ولم يستطع أن يرتدي
قناع بيك هي عندما أستيقظ. لم تكن تصرفاتها الغريبة هي الوحيدة التي أقلقت
مضجعه ، هناك أيضاً شعور بالذنب ينبت بصدره منذ أنقذته من صاحب التاكسي. ذلك الصباح علم أنه
لأجل أن يكون لائق بها، لائقاً بأن يكون زوجها هو يريد القبض على شريك أبيه .
" أنا هيون سو وأمتلك
معلومات عن قضية القتل المتسلسل "
هيون
سو؟ لماذا كشف عن نفسه هكذا؟ ماذا! سيذهب لعقد صفقة مع
عصابه؟
بعدما
أغلقت من المكالمة كمحققه تشا اتصلت به كزوجته جي وون و اختلقت
عذراً واهياً لمنعه ، و بدوره اختلق عذراً أخر عن عدم مقدرته على التواجد معها تلك
الليلة.
"سوف اتصل بك مجددا الساعة العاشرة "،هذا ما أنهت به مكالمتها .
·
بينما
كان يضع مال الصفقة داخل الحقيبة و يتحقق من فاعلية أجهزة التنصت و الارسال طرى اتصال
على الهاتف الذي تواصل به مع الشرطة، من المتصل؟
كانت
هي جي وون، " لمن ينتمي الصوت في مشغل الأشرطة؟ "
استغرقه
لحظات ليقرر بعدها أن يجاوبها بصدق " لأمي
" و أكمل يخبرها أنه آخر ما تركته له قبل أن تختفي ،و أن سبب تمسكه به
هو خوفه أن يحرم منه لو علمت به الشرطة.
" لابد أنك أحببت أمك "
"أنا شخص يفتقد التعاطف و القدرة على الشعور"، أخبرها بسره أراد ولو بطريقة خفيه أن
يعترف لها ،" أنا لا أريد الكذب عليك ".
" سيد دو، أرجوك .. ابق
سالماً اليوم "
ماذا!
ولماذا تهتم محققه بسلامة مشتبه به ؟
ارتعشت يداه، هل يمكن أنها تعلم عنه ؟ بسرعه نظر لساعته ليرى أن عقاربها تشير إلى العاشرة
مساءً. العاشرة التي وعدته أن تتصل به كبيك هي زوجها الذي لا تعلم عن ماضية،
فلماذا اتصلت بالهاتف الذي تواصل به مع هيون سو ؟
حلقة 11
جرت
الخطة كما أراد، دخل لمكتب العصابة وجهاز التنصت يسجل محادثته مع الأخرق الذي
امتلئ شعره بالجل. بعد التأكد من المبلغ وذِكر مكان استلام الضحايا أتى وقت تسليم
معلومات شريك أبيه، كان على وشك أخذ ذلك المغلف لولا اتصال قطع عليه ذلك.
فجاءه سُحب المغلف من بين يديه و تحول من زبون
إلى جاسوس !
لم
يستطع أن يستفسر عن هوية من وشى بخطته وخانه، فأحد أفراد العصابة انهال عليه ضرباً
ثم ربط يديه إلى مقبضي أحد دواليب المكتب.
" أخبرني من اتصل بك " حاول معرفة من غدر به لكن صاحب الشعر
ذو الجل بدأ بسكب البنزين بالغرفة رافضاً إخباره.
إنها النهاية سيموت محترقاً، سيموت و عند تحليل جثته ستكتشف جي وون هويته ، ستكتشف أنه لم يكن زوجاً لائقاً بها و لم يكن أباً لائقاً بابنته يا للأسى .
اللعنة على أب لم
يجلب سوى المآسي و البؤس لحياته و اللعنة على من اعتبروه ممسوس و ضربوه بدلاً من
علاجه.
شاهد بأنفاس يائسة ارتفاع شعلة النار من الولاعة و وصية تتلى بداخله : آسف على كل شيء،جي وون.
إنها
النهاية و ما يراه الان هو مواساة من عقله لكي لا يقضي لحظاته الأخيرة بحزن و أسى،
يُخيل إليه أن زوجته المحققة أتت لتنقذه من الاحتراق موتاً .
" عزيزي ، هل أنت بخير
"
هل
ما يراه حقيقة لا خيال ! لم يستطع أن يستوعب إلا ورأس الجل يهاجمها مطبقاً يديه
على عنقها. جن جنونه وأصبحت محاولاته لفك قيده أقوى من ذي قبل حتى نزع المقبضين مع
الحبال التي بين يديه وركض لنجدتها.
طرح الرجل بعيداً عنها ثم جثم فوقه وبدأ بتفريغ
غضبه بلكمات على وجه رجل الجل ،لم يُفِقهُ من نوبة الغضب سوى سحبه من قبل جي وون .
" لا وقت لديك الان، رجال الشرطة سيكونون هنا اهرب ، هنالك دليِّل يثبت أنك هيون سو "، قالت له
باكية.
مزيج
من عدة أشياء شعر بها و هو يقود هارباً، لا يعلم هل يجعل شعور استغرابه لإنقاذها
له يطغى عليه، أم الصدمة بأنها تعلم عنه ولم تضع بيده الاصفاد بل دفعته للخارج
تدعوه للهرب؛ أم الحزن على أذيته لجي وون و خسارة عائلته الصغيرة للأبد. الأكيد
أنه لا يستطيع الهرب دون أن يجعلها تسمع منه.
فهم
أخيراً سبب تصرفاتها الغريبة، فهم أنها
منذُ فترة وهي تعلم سره لكن بسبب حبها له لم تستطع تركه وكم أبكاه
هذا .
" أنا آسف "
نطقها
بكل حرقة تعتري قلبه، لم يكن يهدف إلى استغلال مشاعر الحب التي كان محظوظاً
بها أو أن يؤذيها بكذبه، فليظن الجميع أنه مجرم لكن هي لا .
" لنذهب للمنزل ولنبدأ هناك من جديد " قالت له، لا تكترث بما يقوله الجميع
يكفيها معرفتها للحقيقة، ستحارب من أجل تبرئة اسمه ولابد للحق أن ينتصر.
دخل لمنزله و هو عاري من كل كِذبه يرتدي حقيقته
فقط ،و ها هي بجانبه رغم ذلك تمسك بيده .
دارت بينهم محادثة طويلة فحواها أشياء كِلاهما أخفاها عن الاخر، أخبرته عن المتعقب بساعته و رغم ذلك ما زال يرتديها لماذا سألته،" معرفة ..أنك تعلمين أين أنا .. يجلب لي الراحة
" رغم بساطة الكلمات كان وقعها على قلبها عميق .
اتى دوره ليسأل :"
إلى أي حد تبعتني"
" كنت بالمبنى المهجور .. عندما
قابلت اختك و قلت لها ..أنك لم تحبني أبداً لثانية واحدة في حياتك "
كيف يعلم أن الحزن هو من يعتصر قلبه الان و لا يستطع معرفة ماهية الحب؟ كيف لها حتى بعد معرفة ذلك أن تضل بجانبه ؟ لو أنها أطلقت
عليه بمسدسها لكان أخف ألماً مما يشعر به الان.
"لماذا تبكي مجدداً"
" لا أعلم "
" انا أعلم، لأنك تحبني"
رفض تصديق ذلك هو لا يستطيع التعاطف فكيف يستطيع أن يحب،" كلا .. لست قادر على ذلك"
" تمنيت دائماً لي السعادة "
" لأنه توجب علي.. أن اخدعك" بخجل
من نفسه أجاب.
حكت له عن العديد من الأشياء التي فعلها من تلقاء
نفسه، إنتظاره لها بالخارج عندما تأخرت بالخروج من أكادمية الشرطة العديد من المرات،
مواساته التي جعلتها تتخطى حُزن فقدان ابيها.
" فعلت ذلك لي لأنك تحبني. "
أسعد كثيراً برؤية تعليقاتكم بالأسفل هنا أو في حسابات التواصل للمدونة. إذا أعجبتك التدوينة شاركها وأرفق حساب المدونة، فذلك يشجعني بالاستمرار في التدوين.
شكرا الحقيقة بالصدفة شفت للمدونة واقرأ استمري ❤❤
ردحذف